السبت، 28 فبراير 2015

 لم تعد لدىّ طاقة الكتابة، لم يعد عندي شغف الأشياء. فاض كأسي وزيادة وأنا ساكنه لا يسعني إلا التفكير والسكون. فحتى سكون الحروف يبدو مؤثرا أكثر.
الرحيل - إن صدقت القول- ، جعل كل ما شعرت به يوما حياً، ينطق؛ حزنت، ثم غضبت. خلقت حولي درعاَ من الحذر يقيني التلاعب، والتقلب، والسقوط المفاجئ؛ يقيني النظرة التي وَلدَّت كل شيء، وأخذته. البداية الملائكية لم تتناسب مع دوي السقطة، الفرح المُبالّغ أعماني، وقيدني و سَذّجني دافعا بي إلى الحافة. اللوم ما كان ليزيد بلاهتي إلا بلاهة. الرحيل دين الهاربين.
الغضب هو دافع الأشياء ومحركها. زنادٌ يبدو شهيا أكثر مما تعتقدين، القتل يشفي ويريح. عندما فاضت الدماء وغطى خافضو الصوت مرهفي الحس أعينهم، فتحتها أنا على وسعِ وظللت ساكنة استقبل دون أن أعطي، آخذ دون شكر، ولا نية للرد. الدخان شافِ، والأسود - إن لم يظهر جلياُ- راق لي.
الصبية ذات الأربعة ربيعا، والفستان القصير، والضحكة الواسعة والعين اللامعة والصوت العالِ، اللا مبالٍ، المعطي بغير أخذ، والحالم بغير حدود، والحر بغير قيد، (سُ.ر.ق.ت) سببا للحياة تلو الآخر.
الجائز أصبح قليلا والبراهين التي يجب أن نثبتها ذادت؛ الحرص من أن يأخذ جزءا من روحك، روحك الكاملة ويرحل أصبح أرقاً مهدداً. أجاز البعض لأنفسهم القتل وآخرين ندموا علية - ربما- متأخراً، إلا أن "يوسف" عندما رُمي في البئر وعاد، لم يُكن ليلام على سجن أخوته، إلا إنها شيم الأنبياء، ونحن في عتمة قاتمة.
أكره الحواجز كرها، يُجيز لي كسرها دون إذن، أياً كانت. الجناحان رغم وجودهما مثقلان بالجسد. ليتهما ما تواجدا من الأساس.
اركض أيها الغبي، "فورست" أيها الساذج المحب، ولدت أحمقا؛ المحبة لم تشفع لك عند "جيني"، كان يجب على أحدهم أن يقول لك أنك أحمق. لا أعلم إن كان ذلك سيفيدك لكنه حتما كان سيشفيك من العودة والانتظار.
لا تقل لي أن أثر العودة بعد كل مرة كان يُضَمَد. لقد جُرحت عميقا و الزيادة في التكرار.العيون الصائدة حولك لا تحتاج إلى إشارة من أحد. النهاية معلومة لكنك تكابر،لا تفعل. الزم ساقيك بالأرض؛ الزم عقلك بالحقيقة؛ ذَّكِر إن لزم الأمر واضغط على الجرح مراراَ فلا تنسى. عُد أيها الأحمق إن شئت..عَد.
أنت لست بحاجة إلي المضي لـ"جيني"، هي قادمة لك. هي جاهزةٌ عليك. رائحة الدماء جاذبة عن بعد، وأنت تغذى عليك من قبل الآخرون. مصاصي الدماء حولنا كُثر. انظر!
التقادم لا يؤثر، التقادم غير مُجدِ. بـ حق ما أُخُذ، لا تكرر أمس. أركض..اهرب ولا تعود.

لبنى..وكل من يشأ الرد
أريد أن أسمع.
إن كان جائزاَ، وإن كنتم تتبادلون رسائل الغرباء
حدثوني، لماذا نُسقط التجارب بالتقادم..ونكرر التفاصيل ؟







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق